565 - مجنون - عائد من الموت !!

___ MARCHELL __

" هذا هو الخطأ الذي ارتكبته أيها العجوز، فأنا شخص يؤمن بأن الحياة ساحة حرب لن يعيش فيها ابن العاطفة طويلا. ومنذ أن بدأت عاطفتي تظهر قليلا، لم يمضي طويلا حتى سقطت جثة لعينة تنتظر الإنقاذ ؟؟ هذا مثير للسخرية حقا."

نظر زيغان الى الشيخ شازان والذي كانت حالته بائسة للغاية في هذه اللحظات. حقا زيغان لم يكترث للأمر كثيرا حيث مدّ يديه الى الشيخ شازان بينما أكمل حديثه بنفس الإبتسامة على وجهه :

" من حسن حظك أيها العجوز أنني شخص لا يكترث كثيرا لمثل هذه الأمور. لذلك لا تبالغ في الأمر، غذا ستسنى وتصبح مجرد ذكرى... "

في نهاية الأمر اضطر الشيخ شازان الى الإنسحاب من هناك فقط. لم يملك أي شيء لقوله مطلقا للمارشال زيغان، لقد فشل حتى في خلق حوار عادي مع المارشال خاصته ؟! وهكذا ازدادت حالة الشيخ شازان تدهورا بعد هذا الحديث فقط، حيث عاد مباشرة الى النطاق الداخلي وبدأ في احتساء الخمر بدون توقف.

قبل انسحاب الشيخ شازان كان قد ترك خريطة مرفقة ببضعة أوراق أخرى في يدي زيغان. على ما يبدو أن هذا الشيخ على الأقل لا يزال يفهم عقلية زيغان نوعا ما. فقد توقع الشيخ شازان أن أول شيء سيسأل حوله زيغان بعد استيقاظه هو أكثر شيء يشغل باله ويتلهف لمعرفته في الوقت الحالي.

لقد كانت تلك الخريطة توضح هيكل هذا العالم بصورة أبسط بعض الشيء. لكن المثير للإهتمام كان هذه الأوراق المرفقة مع الخريطة. فهي بعد كل شيء كان تحمل معلومات مهمة حول ابن العاهرة الذي قتل زيغان قبل عشر سنوات. أمسك زيغان هذه الأوراق بقوة كما لو أنه خائف من أن تضيع منه أو شيء ما كهذا. لقد سرت رعشة خفيفة في كامل أنحاء جسده بينما ثار غضب عارم من أعماقه وهو يهمس لنفسه :

" إذا العجوز الملعون يحمل اسم ها غوريون ؟!...

خمن ماذا أيها العجوز، هذا المارشال عاد من الموت خصيصا من أجل الحثالات أمثالك... هاهاهاهاهاهاهاه."

..

..

..

" يا رجال، هل أنتم متأكدين من الأمر ؟ هل هذا المجنون هو الشخص الذي أوصى به باغامو للشعبة ؟؟ إنه يتحدث الى نفسه منذ مدة من الآن.

هل سيكون من اللائق دعوة هذا المختل الى الشعبة خاصتنا؟ حقا ؟... "

على بعد مسافة بضعة أميال، كان هناك مجموعة من التلاميذ الذين كانوا يتوجهون صوب زيغان في الوقت الحالي. لكنهم مع ذلك توقفوا لوهلة بعدما لاحظوا أن زيغان كان يحظى بحوار غريب مع نفسه هناك مثل المجانين!. بالطبع هؤلاء الأشخاص لم يكن في استطاعتهم رؤية الشيخ شازان، لذلك بدى لهم الأمر كما لو أن زيغان كان يتحدث الى نفسه بصوت مرتفع طوال الوقت.

ومن جهة أخرى، زيغان أدرك هؤلاء الأشخاص بالفعل. هو فقط لم يكن يكترث لكيفية رؤيتهم لشؤونه الخاصة لا غير. وهكذا لم يمانع حقا من التحدث بكل حرية حول ما يريد. في حقيقة الأمر، كل ما كان يفكر فيه زيغان في الوقت الحالي هو استيعاب هذا العالم في أسرع وقت ممكن، فحتى بعد حصوله على الخريطة الكبيرة بالإضافة الى المعلومات التي يحتاجها حول العجوز سليل عيون المسارات أو كما ظهر اسمه حاليا " ها غوريون". زيغان لا يزال غير قادر على فهم الأمور بشكل طبيعي الى حدود اللحظة. وقد كانت أول خطوة يجب القيام بها لاستيعاب أفضل لهذا العالم هي التعرف على موازين قوة هذا المكان أولا.

" أنت تستخف به كثيرا -كاورو-، ذلك الشخص أخضع جميع الأشخاص من قصر الشاهين بدون أن يحرك ساكنا. هذه العادات السيئة لا تفارقك أبدا، لهذا بالضبط أنت لا تصلح لقيادة أي شخص... "

مع مجموعة التلاميذ هذه، كانت في الحقيقة تلك الفتاة التي إلتقى بها المارشال زيغان سابقا في غابة الألف لعنة تقف مع هؤلاء التلاميذ في الوقت الحالي. نفس الفتاة التي كانت ملاحقة من طرف الأشخاص من قصر الشاهين !!. اندهش زيغان بعض الشيء لرؤيته لتلك الفتاة قادرة على الكلام بشكل عادي بعد هذه الفترة القصيرة من الزمن فقط ؟؟

آخر مرة رأى فيها زيغان تلك الفتاة كانت شبه ميتة، رغم أن حالتها الراهنة كانت لا تزال سيئة لأبعد الحدود وحتى أنها كان يتم دعمها بواسطة قوة شخص آخر من تلك المجموعة من التلاميذ حتى تظل محافظة على توازنها في السماء هناك، آثار الضرب المبرح كانت لاتزال بادية على وجهها الذي كان متورما بشكل واضح للغاية، الطاقة الداخلية خاصتها كانت هي الأخرى في فوضى عارمة. من المحتمل أن هذه الفتاة تحتاج الى عدة شهور من أجل معالجة إصابة خطيرة كهذه. لذلك رؤيتها تملك وقتا فارغا حتى تتسكع في الخارج وفي تلك الحالة أذهل زيغان بعض الشيء؟!..

الى جانب الفتاة، كانت هناك مجموعة غريبة من الأشخاص الأخرين الذين تقدمهم الشخص السابق الذي تحدث حول زيغان. رجل يبدو عليه جو خفيف من العجرفة الغريبة. فالشيء الوحيد الذي لاحظه زيغان حول هذه المجموعة كذلك هو كون أغلبهم من البشر ؟!.

في البداية تلك الفتاة الشبه ميتة، والأن ظهر هذا الشخص الملقب كاورو هو الآخر ؟

" هاهاهاهاها...

لقد أتيت في الوقت المناسب تماما أيتها الفتاة الجثة، لقد كنت على وشك البحث عنك في الأرجاء. " اقترب زيغان من مجموعة التلاميذ هذه بينما بدأ يتحدث بشكل مباشر الى الفتاة التي كانت مصابة بشدة. وبمجرد أن لاحظ الأشخاص حول الفتاة نبرة صوت زيغان حتى بدأ فجأة أغلبهم في إعادة النظر الى المارشال من جديد. وفقط في اللحظة التي وقف فيها المارشال أمامهم، كان على هذا الرجل كاورو إعادة تقييم الموقف بالكامل. فالشخص الذي كان يقف أمامه ومن دون أدنى شك يذكر لم يكن بشريا في نظره اطلاقا.

لقد كان المارشال ينظر الى هذه المجموعة من الأعلى كما لو أنهم مجموعة من الحشرات التي لا قيمة لها في هذا العالم، نظراته الباردة والمشبعة باللامبالاة دائما ما تشعر أي شخص يقف أمامه بالدونية. الغريب في الأمر أنه حتى من الشخص الشجاع الذي كان يقود هذه الفرقة من التلاميذ تسمر في مكانه عندما شعر يهذا الشعور الغريب وهو يقف مباشرة أمام المارشال، بالطبع هذا الرجل كاورو لم يكن هو الوحيد الذي يشعر بهذه الطريقة ناحية زيغان، في الحقيقة كل من يقابل زيغان لأول مرة يمرّ من نفس التجربة.

" من التي تناديها بالفتاة الجثة بحق الجحيم ؟؟... " تدخلت الفتاة بغضب وهي تصرخ في الأرجاء. وصراخها أيقظ على الفور بقية أفراد هذه المجموعة من التلاميذ الذين كانوا معها. ما لم تلاحظه هذه الفتاة التي كانت تتذمر بصخب شديد هو الحذر والتوتر الغريب الذي بدى على كاورو بجانبها. فهذا الشخص انقبض وتصلب كامل وجهه فجأة وهو يرمق زيغان بنظرات هو فقط يعلم معانيها ؟!.

" هيهيهي، إذا لم تكوني أنتي هي الفتاة الجثة، فلا أعرف أي أحد آخر جدير بهذا اللقب أكثر منك. بعد كل شيء أنت كنت على مشارف الموت قبل قليل، فقط انظري الى وجهك المتورم هذا ؟ من المفترض أن تكون الفتيات هنا أجمل النساء، لكن حتى من شفتيك متورمتين كمؤخرة قرد الرباح ؟

اللعنة !!

أنت تقرفينني، سلمي أغراضي بسرعة وأغربوا عن وجهي."

مدّ زيغان يديه بدون أي مبالاة الى الفتاة التي كانت تقف خلف كاورو والتي بدت عليها ملامح البلاهة في هذه اللحظات. حتى من الأشخاص الذين كانوا يقفون حول الفتاة كانوا ينظرون الى بعضهم البعض ببلاهة !؟

فووووش !!~~~~~~~~~~

" هو لا يمزح أليس كذلك ؟؟... " فجأة، بدأت هالة أحد الأشخاص خلف كاورو بالثوران مبرزة بذلك القوة الخاصة بالنصف خطوة الى عالم الملك القتالي !؟ كان هذا الشخص يحمل تعبيرا فضيعا للغاية على وجهه في حين بدى كما لو أنه سيقوم بتقطيع جسد زيغان في أية لحظة الى ألف قطعة !!.

" أليس ذلك الرجل هناك هو كاورو؟ ما الذي يفعله شخص مثله في هذه الأرجاء بحق الجحيم؟ إنه منتسب للشعبة الخاصة بباغامو، يا له من وغد محظوظ. لقد سمعت أنه مكلف حتى بحماية الأخت الصغرى لباغامو نفسه... "

" مهلا لحظة، أليست تلك التي بجانبه هي يوران ذاتها، الأخت الصغرى الخاصة بالقائد باغامو ؟؟

ما الذي يحدث هناك على أية حال ؟ فالأمر يبدو كما لو أن معركة ستنشب هناك في أية لحظة. "

بينما كان بقية الحاضرين في هذه المنطقة قد بدأوا بملاحظة اللقاء بين كل من المارشال زيغان والتلاميذ المرافقين ليوران الأخت الصغرى لباغامو. بدأ الجميع فجأة في ذكر اسم هذا الشخص باغامو باحترام كبير للغاية. حتى أن أغلبهم كان يلقبه بالقائد، وهذا بالطبع ما يفسر سبب كون نصف خطوة الى عالم الملك القتالي يطيع أوامر فتاة تافهة في المرحلة التأسيسية لعالم العاهل القتالي فقط ؟.

فبعد أن حاول أحد الأشخاص التدخل، هرعت على الفور تلك الفتاة يوران وأمرت ذلك الشخص بالتوقف على الفور. لم يستطع بالطبع أي من بقية التلاميذ استيعاب السبب الذي جعل هذه الفتاة يوران تتنازل بهذا الشكل أمام المارشال زيغان الذي أهانها بشدة قبل لحظات، فحتى من كاورو نفسه كان يحاول كبح جماح غضبه ليس إلا.

" عن أي أغراض تتحدث ؟" حقا كان من الغريب على كاورو رؤية الفتاة المتعجرفة يوران تتحدث الى شخص بهذه الطريقة حتى بعد إهانته لها؟ هذه حتما كانت أول مرة يرى فيها مثل هذا المشهد المريب.

وبذلك لم يستطع كاورو استيعاب نوع العلاقة التي تجمع كل من زيغان ويوران وهذا ما زاد من غضبه بالطبع الى مستوى كبير للغاية. رغم أنه استشعر خطبا ما بهذا الشخص الذي يقف أمامه، إلا أن زيغان لم يكن يملك أي سمعة في كامل أرجاء القاعة الملعونة ولم يسبق وأن سمع أحد باسمه. لذلك كاورو سبق وأن افترض أن زيغان ليس سوى شخصية ثانوية في الأرجاء ليس إلا.

بتعبير أبله، نظر زيغان الى أصابع هذه الفتاة يوران وهو يصرخ :

" خاتم التخزين خاصتك، إنه ليس ملكك بعد الأن. لقد قمت مسبقا بسلب خواتم تخزين كافة الأشخاص من قصر الشاهين، وأنت لست استثناء أيها الفتاة الجثة.

سلمي الخاتم بسرعة فأنا لا أملك الوقت للعب هذا الأطفال هذا... "

2021/06/01 · 858 مشاهدة · 1500 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2024